صغر صيوان الأذن والرتق الأذني

صغر صيوان الأذن )ميكروتيا( هو احدى العيوب الخلقية التي تصيب الأذن الخارجية منذ الولادة، بمعدل حالة لكل 5000 – 7000 مولود جديد، حسب البلد والمجموعة العرقية. “ميكروتيا” هي المرادف الإنجليزي لهذه الحالية، وتعود أصول الكلمة الى اللغة اللاتينية، اذ تنقسم الى جزئين: ميكرو = صغيرة، أوتيا = الأذن. عادة ما تبدو الدرجة الثالثة من هذه الحالة على شكل اعوجاج في الجلد شبيه بالنقانق. تبدو الدرجة الثانية أقل حدة من حيث الشكل وعادة ما تعطي شكل أذن مصغرة. أما الدرجة الأولى فهي تشوه بسيط في الأذن.

في 90% من حالات صغر صيوان الأذن، تظهر الحالة المرضية في أذن واحدة. تصيب هذه الحالة الأذن اليمنى مرتين أكثر من الأذن اليسرى احصائيا. تقدر نسبة الإصابة لدى الأطفال بحوالي 65% للذكور و 35% للإناث.

لا يزال السبب الدقيق لصغر صيوان الأذن غامضا إلى حد ما، ولكن هناك ش يء واحد مؤكد هو أن الوالدين لا يمكن أن يكونا السبب في ذلك، ولا يجب أن يشعرا بالذنب، اذ لا علاقة لهم لفة « بحدوث الميكروتيا، فهي نتاج محض الصدفة، تماما مثل الأطفال المصابون بالميكروتيا هم صغار رائعون .» من مكعب النرد وسيعيشون حياة طبيعية بدعم من والديهم وعائلاتهم وأطبائهم وأصدقائهم.

عندما ينجب الوالدان طفلهما الأول، فإن احتمالية إصابة هذا الطفل بصغر صيوان الأذن (الميكروتيا) لا تتجاوز الواحد من 5000 أو 7000 بالميكروتيا، ً . ولكن، إذا أصيب هذا الطفل فعلا عندئذ ترتفع احتمالية اصابة شقيقه أو شقيقته لتبلغ 5%، أي لكل ً حالة 20 طفل. تم اعداد هذه الاحصائيات عبر معاينة عائلات 1000 طفل مصاب بالميكروتيا من الذين عالجت حالاتهم. واحد من كل 20 من هؤلاء الأطفال له فرد مصاب من العائلة المباشرة (الآباء أو الأشقاء أو العمات أو الأعمام أو الأجداد). بطريقة مماثلة، تبلغ احتمالية توريث هذه الاصابة للأبناء 1 من 20

غالبية المرض ى الذين يعانون من الميكروتيا ليس لديهم مشاكل أخرى باستثناء تشوه الأذن. ما يقرب من الثلث لديهم أنسجة عظمية ورخوة غير مكتملة النمو على مقربة من الأذن المصابة (Hemifacial microsomia) و 15 في المائة لديهم ضعف في العصب الوجهي. هناك تشوهات عامة أخرى مثل الشفة المشقوقة أو مشاكل القلب أو المسالك البولية ولكنها تظل أقل تواترًا.

يدرك الأطفال الذين يعانون من الميكروتيا اختلافاتهم عند بلوغ سن الثالثة أو الثالثة والنصف. عادة ما يبدأ هؤلاء الأطفال في مقارنة الجوانب في المرآة ويشيرون إلى صغر صيوان أذنهم ويصفونها بأنها “أذن صغيرة”.

الرتق الأذني (الأتريزيا) هو حالة غياب لقناة الأذن وهياكل الأذن الوسطى أو نموها بشكل غير مكتمل. في أغلب الأحيان تكون بحالة الرتق الأذني، لأن ً الميكروتيا ( صغر صيوان الأذن) مصحوبة الأذن الخارجية والأذن الوسطى تتشكلان انطلاقا من كتلة نسيجية واحدة في مرحلة زمنية مشتركة من التطور الجنيني في رحم الأم. حوالي 15 في المائة من مرض ى الميكروتيا لديهم قناة أذنية تبدو عادية، ولكنها غالبا ما تكون “طريقًا مسدودًا”.

قبل مغادرة المستشفى بعد ولادة طفلك، يجب ان يتم اخضاعه لفحص السمع. إذا كان طفلك يعاني من صعوبة في السمع بسبب الرتق الأذني، فسيظهر ذلك في نتائج الاختبار، وسيُقترح عليك تحديد موعد مع أخصائي السمع وطبيب الأنف والأذن والحنجرة، لإجراء المزيد من الفحوصات بخصوص حاسة السمع لدى طفلك. يستطيع أخصائي الأنف والأذن والحنجرة تأكيد أن طفلك مصاب بالرتق الأذني والتحقق من عدم وجود مشاكل (في الرقبة والرأس) » المتورمة « محتملة أخرى مثل مشاكل الغدد والورم الكوليسترولي والتهابات الأذن، احتمالية وجود فتح في الأذن الأتريزية، إذا كان طفلك مصابًا بتضيق القناة (تضييق قناة الأذن) في الأذن غير الأتريزية، ولمساعدتك فقط على معرفة المزيد عن هذه الحالة والتأكد عمومًا من أن طفلك يتمتع بصحة جيدة على مستوى الأنف والأذن والحنجرة عموما. يُ طلق على موعد أخصائي السمع الذي يجب جدولته اختبار “استجابة الخلايا الجذعية السمعية” ( ABR ). سيساعد هذا ا لاختبار الطبيب المختص على تحديد شدة فقدان السمع لدى طفلك.

تضيق القناة (أو تضيق قناة الأذن) وهو شكل أكثر اعتدالا من عن غياب القناة، فهي ببساطة أضيق من القناة ً الرتق الأذني. بدلا العادية أو مغلقة. في بعض الأحيان، قد ينطوي التضيق على نفس مضاعفات الرتق الأذني مع تشوهات في عظام الأذن الوسطى أو فقدانها كليا. قد يكون هناك أيضًا ضعف سمع توصيلي. من ناحية اخرى، قد يعني تضيّ ق القناة أن طفلك لديه قناة أذن ضيقة بعض الش يء ولكن بإمكانه السماع بشكل جيد. من المهم اصطحاب طفلك إلى الطبيب المختص لإجراء اختبارات السمع للتأكد من قدرته على سماع الاصوات. من المهم أيضًا اصطحاب طفلك إلى أخصائي الأنف والأذن والحنجرة لتنظيف أذنه (كل ستة أشهر) لأن القناة الضيقة قد لا تسمح بإدخال مسحة الأذن القطنية بغرض التنظيف.

لا، ليس بالضرورة.

قد يبدو أن بعض الأطفال المصابين بالرتق الأذني يعانون من المزيد من الاحتقان. ومع ذلك، فإن العديد من الأطفال غير المصابين بهذا المرض يعانون من مشاكل الاحتقان أيضًا. في بعض الأحيان، نحن كآباء، نميل إلى البحث عن أسباب مختزلة لمشاكل .» طفلنا لديه أتريزيا وهذا هو سبب مرضه طوال الوقت « : أبنائنا يمكن تصنيف هذا على أنه قفز إلى الاستنتاجات. في الواقع، قد ً يجد بعض الآباء أن أشقاء ابنهم المصاب بالأتريزيا هم أكثر عرضة لمشاكل الأذن ومن بينها الالتهابات. القرار الأفضل في هذه الحالة هو اصطحاب طفلك إلى طبيب الأطفال أو أخصائي الأنف والأذن والحنجرة أو أخصائي السمع، ثلاثة أو اربعة مرات سنويا، لمراقبة أية التهابات محتملة في الأذن. سيمكنكم هذا الاجراء الاستباقي من تقليل نسبة حدوث أية مشاكل مستقبلية. إذا كنت قلقًا بشأن إصابة طفلك بالتهابات الأذن من جراء السباحة، فيمكنك اتخاذ تدابير استباقية لمنع وقوع هذه الالتهابات باستخدام قبعة السباحة أو سدادات الأذن أو عن طريق وضع محلول قطرات الأذن بعد السباحة لتجفيفها.

يواجه الأطفال والبالغون الذين يعانون من الرتق الأذني صعوبة في السمع، وتختلف وضعياتهم من حالة الى اخرى. يؤثر الرتق الأذني على السمع من خلال منع الأطفال والبالغين من سماع ضوضاء الخلفية مثل أصداء المطاعم أو الكافيتريا أو في المؤتمرات والحفلات الموسيقية. يؤثر الرتق الأذني أيضًا على تحديد موقع الصوت في الفضاء. على سبيل المثال، إذا ناديت طفلك من بعيد فقد لا يسمعك من غرفته بسبب التشويش الذي تسببه أصوات الخلفية، اذ انه يعجز عن تحديد مصدر الصوت في المكان. يسمى هذا المعيار “تحديد موقع الصوت في الفضاء”. بمجرد إجراء جراحة الرتق الأذني، ستتحسن قدرة طفلك على تحديد موقع الصوت في الفضاء بشكل كبير، سيصبح قادرا على الاستماع بشكل أفضل حتى في حال وجود أصوات الخلفية وفي الأجواء الصاخبة مثل المطاعم والحفلات الموسيقية وفي الفصول الدراسية ومطعم المدرسة، وفي السيارة حتى عندما تكون النوافذ مفتوحة. يمكن أن يساعد إصلاح الأتريزيا الأطفال والبالغين على عيش حياة يومية أسهل.